الحزم مول العمارة الكلاسيكية الإيطالية في قلب الدوحة
قصة التحدي باتت عنواناً قطرياً بامتياز؛ فهي لا تتوقف على حالة دون أخرى، فما تقدّمه هذه الدولة من إنجازات في مجالات مختلفة أصبح حديثاً يُسمع، وصورة تُنقل، وإعجاباً يُسجّل، ولعل آخر ما زيّن الدوحة ودول الخليج العربي المحيطة بها “مجمع الحزم”، الذي تم افتتاحه 3 مايو/أيار الجاري.
وشهد المكان منذ اليوم الأول لافتتاحه توافد عديد من الزوار ممّن كانوا تواقين لزيارته، وجذبهم خلال فترة البناء بشكله النادر.
فلا يسير أحد من المارّة بجانبه، وعلى مسافة تتجاوز الـ200 متر، حتى يلفت انتباههم بعمارته الكلاسيكية من عصر النهضة، التي عرفتها روما. ذلك هو “الحزم”، في العاصمة القطرية الدوحة، الذي بات يتميز بباقة من أرقى العلامات التجارية العالمية ضمن بيئة داخلية أنيقة، تجمع بين عراقة الغرب وأصالة الشرق، وكرم الضيافة القطرية المعهودة.
وبُني الحزم وفق طراز معماري فريد لم تألفه منطقة الخليج الفخمة، ومفهوم آخر للعمارة، حيث استوحيا من “غاليريا فيتوريو إيمانويل” في إيطاليا، ويعد طرازاً فريداً من العمارة.
اقرأ أيضاً :
صراع أمريكي إيراني للسيطرة على محافظة الأنبار العراقية
على مساحة تتجاوز 105 أقدام مربعة، أقيم “الحزم”، واستغرق بناؤه أكثر من 8 سنوات، بتكلفة تجاوزت 3 مليارات ريال قطري، ليكون تحفة معمارية قادرة على أن تلبي متطلبات مرحلة الازدهار والنمو التي تعيشها قطر.
يقول محمد عبد الكريم العمادي، الرئيس التنفيذي لشركة العمادي للمشاريع، صاحبة المشروع، في تصريحات صحفية، إن الحزم “يعد أحد أهم المشاريع التي تتمتع بالفرادة في دولة قطر، ورمزاً للفخامة والرفاهية، حيث صُمم المشروع على غرار العمارة الإيطالية الفخمة، والمشروع يعد بحق تنفيذاً لرؤية قطر 2030، ويجسّد نموذج المشاريع النوعية في دولة قطر ومنطقة الخليج”.
عمل أكثر من 15 مهندساً على تصميم المشروع وبنائه، فهو لا يقتصر على البناء الكلاسيكي الفخم وحسب، وإنما رُوعي في تصميمه أن يكون مناسباً لطبيعة الطفرة الاقتصادية التي تعيشها قطر، وقادراً على تلبية الروح المتوثبة نحو كل جديد ومغامر.
وإذا كانت قطر قدمت نفسها نموذجاً ناجحاً لاستضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم عام 2022؛ من خلال تبريد الملاعب وإنشاء عديد منها بمواصفات عالية، فإنها تسعى الآن لأن تكون لها بصمتها الخاصة في عالم البناء والمعمار؛ من خلال سلسلة من المباني التي يُتوقع لها أن تكون جاهزة مع قرب انطلاقة المونديال العالمي، ومنها الحزم.
أكثر من 2500 فنان اشتغلوا على نحت المشروع، بالإضافة إلى أن الحزم استهلك قرابة 70 ألف طن من الحجارة والرخام، الذي استُورد لهذه التحفة المعمارية خاصة.
ويتميز “الحزم” بموقع فريد ومميز للغاية، حيث يحتل موقعاً استراتيجياً في قلب الدوحة، وبالقرب من المراكز السياحية والتجارية الكبرى، وتحيط به منطقة سكنية يقطنها المواطنون القطريون والوافدون من مختلف أنحاء العالم؛ ما يجعل من “الحزم” الملتقى الأمثل لأبناء المنطقة. كما أن هذا الموقع يسهل الوصول إليه من أي مكان في المدينة؛ ولذلك يعتبر وجهة جذابة لسكان الدوحة وزوارها، تتيح لهم الاستمتاع بما يقدمه من منتجات وخدمات راقية.
وما إن تدخل إلى الحزم حتى تشعر وكأنك انتقلت مكانياً إلى أوروبا، وتجربة التسوّق الفارهة في محالّها الفخمة، فهنا كل شيء يعطيك إحساساً بفخامة المكان واللحظة، فقد عملت الشركة المالكة على منحك شعور الإبهار في كل زاوية من زوايا المكان.
ولم تقتصر روعة المكان على طبيعة البناء الكلاسيكي الفخم وحسب، وإنما تم تصميم حدائق محيطة بالمكان يمكن التحكم بدرجة حرارتها، خاصة في أيام الصيف الحارة، في حين وجدت أشجار الزيتون المعمرة داخل الحزم وخارجه مكاناً لها، مشكّلة واحداً من أروع المناظر التي لا يمكن أن تنسى.
وتصل المساحة الكلية المبنية للمشروع إلى 105 آلاف متر مربع، خُصص منها قرابة 51 ألف متر مربع مساحة قابلة للتأجير، كما يضم المشروع أكثر من 100 وحدة متنوعة من المتاجر والمطاعم والمقاهي والتي تتفاوت مساحتها حسب طبيعة الخدمات المقدمة بها.
أما المساحة المخصصة لمواقف السيارات في الطابق السفلي فتزيد على 60 ألف متر مربع، تتسع لأكثر من 1000 سيارة، كما تم تخصيص 44 مصعداً للزوار، و9 مصاعد للخدمات، و8 سلالم كهربائية متحركة، و18 ردهة، بالإضافة إلى عربات فخمة ذات تصميم كلاسيكي مميز؛ لضمان سهولة التنقل بين مرافق المجمع وخدماته وساحاته.
اترك تعليقاً